القمة الأمنية الـ 15 من حوار المنامة.. البحرين على موعد جديد مع صناع السياسة في الشرق الأوسط والعالم

  • article

المنامة في 22 نوفمبر/ بنا/ تنطلق اليوم في مملكة البحرين أعمال مؤتمر حوار المنامة ويستمر حتى 24 نوفمبر الجاري في نسخته 15 الذي يوصف باعتباره أكبر قمة أمنية عالمية متخصصة في المنطقة، تعقد سنوياً لمناقشة مستجدات وتحديات الأمنين الإقليمي والدولي، وسط حضور كبير يشمل صناع القرار في السياسة والدفاع والأمن في المنطقة والعالم، فضلا عن الخبراء والمهتمين.



وتأتي القمة هذا العام بالتزامن مع العديد من التطورات الجديدة التي يشهدها الإقليم، وتستدعي من كبار الاستراتيجيين والمسؤولين في الشرق الأوسط والعالم دراستها والبحث فيها ووضع أنسب سبل التعاون لمواجهتها، خاصة أن مصادر التهديد باتت أكثر تنوعا وشمولا، وأخذت أشكالا أكثر حدة عن ذي قبل، ما يفرض مزيدا من العمل الجماعي والتنسيق للحد من آثارها وامتداداتها.



وتناقش القمة على مدار 3 أيام وبحضور كوكبة من الوزراء والدبلوماسيين والمفكرين عدة قضايا محورية باتت تشكل في ذات الوقت فرصا ومخاطر جديدة لأمن واستقرار دول العالم ككل، ويأتي على رأسها : تلك التغيرات التي تشهدها جغرافية اقتصاديات منطقة الشرق الأوسط في ظل الارتباط الوثيق والمتزايد بين موارد ومصالح دول العالم المختلفة، وفي القلب منها دول المنطقة وأقطاب النمو الجديد. 



وتكتسب أعمال القمة أهميتها من عدة اعتبارات، فإضافة  إلى أنها ستستعرض في بعض جلساتها فرص وإمكانات المنافسة والتعاون الإقليميين، والدبلوماسية الدفاعية واستقرار المنطقة، فإنها ستتناول أيضا قضايا أمن الملاحة البحري بالإقليم، وسبل إدارة وحلحلة الصراعات، وتأثير القوى العالمية الكبرى وتشكل التحالفات الجديدة على تحقيق الاستقرار في دول المنطقة.



وهو ما يضاف إلى طبيعة موضوعات ومناقشات الجلسات المغلقة لأعمال القمة، التي ستركز على ما بات يعرف بالتهديدات غير المتناظرة والحروب غير التقليدية ومفاهيم الأمن السيبراني الشامل باعتبارها من بين أهم مصادر التهديد الجديدة التي تواجهها دول المنطقة والعالم، وطبيعة الإجراءات والآليات الاحترازية الواجب اتخاذها والعمل بها للحد من آثارها وتداعياتها.



ويبدو هذا الأمر مهماً بالنظر إلى أن جملة هذه التحديات والمخاطر الأمنية الجديدة كان جزءا كبيرا منها محل بحث ونقاش مستفيض في مؤتمر الدفاع الأخير الذي استضافته المملكة فوق أرضها قبل عدة أسابيع (بايدك 2019)، الأمر الذي يضع البحرين في مصاف أكبر دول العالم التي تستطيع قيادة الاتجاهات والتيارات الفكرية الباحثة في مجال الأمن والاستراتيجية وحل النزاعات.



ويؤكد نجاح البحرين في استضافة أعمال قمة حوار المنامة الذي ينظمه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية للمرة الـ 15، قدرة أبنائها على استضافة حدث سياسي وأمني فريد بمثل هذه القوة، حيث تهتم دول العالم أجمع بالحوار والمداولات في إطاره، وبخاصة مع اجتماع رموز ونخب وقادة من العسكريين والدبلوماسيين والأكاديميين من شتى أنحاء العالم ممن يفدون إلى المملكة لمتابعة آخر مستجدات مجالات الدفاع والأمن والسياسة الخارجية.



وبالتأكيد، فإن من شأن قمة حوار المنامة الـ 15 أن تمنح البحرين الفرصة لتواصل ريادتها وسبقها في مناقشة مستجدات الشؤون الإقليمية والعالمية، ما يتيح لها إمكانية التواجد والحضور في قلب الشأنين الإقليمي والعالمي، ومن ثم تعزيز دورها كوسيط حريص وقادر على استقطاب نخب العالم المختلفة ورموزه لتبادل وجهات النظر بشأن مسببات عدم الاستقرار والطرق المناسبة للتعامل معها.



ولا شك أن وقوف البحرين مع نظيراتها دول العالم المختلفة ومشاركاتها إياهم في مواجهة التحديات والمخاطر الكبرى التي تعترض سبيل نموه واستقراره، يمثل مقوما رئيسيا من مقومات السياسة الخارجية للمملكة، وأداة رئيسية من أدوات قوتها الناعمة، التي تستطيع من خلالها ليس فقط حل المشكلات وتسوية الصراعات، وإنما أيضا حشد الدعم والتأييد لمواقفها ومصالحها.



وتتمثل أهمية هذا الأمر بالنظر لحجم الحضور الكبير والمتوقع في أروقة القمة، حيث يُنتظر أن تشهد أعمالها حضورا لافتا من السياسيين وكبار مسؤولي دول العالم ممن يهتمون ببواعث الأمن وعوامل الاستقرار كرؤساء الوزراء ووزراء الدفاع والخارجية ومستشاري الأمن القومي وقادة الجيش والمخابرات وغيرهم، وكيف يمكن أن تسهم الاتصالات والاجتماعات واللقاءات والمداولات فيما بينهم في تعزيز عرى التنسيق بين البحرين وغيرها من جهة، ودعم أطر التعاون بين الدول وبعضها البعض من جهة أخرى.



يشار إلى أن أعمال قمة المنامة الـ 15 ستحظى باهتمام إضافي هذا العام، خاصة على الصعيدين الإعلامي والسياسي، ليس فقط بسبب توقيته وطبيعة الملفات المعروضة للنقاش، فضلا عن الحضور، مثلما تبين، وإنما لأن برنامج القمة سيستضيف عددا من قادة الشباب في بعض الدول العربية، ومنها مملكة البحرين، حيث سيناط بهم مسؤولية المشاركة في بعض جلسات الحوار والتعلم من المداخلات التي تحدث في إطاره.



ويبدو هذا الأمر مهما لأكثر من سبب، فإضافة إلى التواصل مع رموز يمكن أن تكون قادة في المستقبل، والتعرف عن كثب على أروقة النقاشات، وأصول العمل الدبلوماسي، وأبرز مستجدات عالم السياسة والأمن، فإن مشاركة الشباب في مداولات منتدى حوار المنامة هذا العام سيسهم إلى حد كبير في نقل الخبرات، والتعمق أكثر في أدوات التسوية والتفاوض وآليات معالجة المشكلات وحلحلة الصراعات، وهو ما سيضفي أهمية متزايدة لأعمال قمة الأمن العالمي هذا العام.



كتب ـ محمد شحات

//م ش ع//





خ.أ



بنا 1217 جمت 22/11/2019